هل تعرف
مدينة القصر فى مصر
تقع مدينة القصر على بعد 1000كيلو متر من القاهرة ضمن واحة الداخلة
وتتميز بمنظر رائع لجبل يحتضن اسفله مدينة تقع على مرتفع ويحدها
النخيل من كل جانب وتعتبر اكبر مدينة تراثية مجهولة فى مصر .
سميت باسم القصر عند استقرار القبائل العربية بها لانها شيدت على مكان
مرتفع وكانت عاصمة لواحة الداخلة لمدة طويلة , وكانت بمنزلة الطرق
الخاصة بالقوافل التجارية وللغزاه والفاتحين خاصة الى بلاد المغرب وافريقيا
لانها عند التقاء عدة دروب قديمة .
وقد شيدت على تل مرتفع مما هيأ لها موقعا جغرافيا مميزا وقد حدد
هذا الارتفاع مساحتها وامتدادها , تتميز عمارة مدينة القصر
عمارة الطين البسيطة التى تحمل قيما ومفاهيم وروحا قد افتقدناها
فى ظل العمارة الحديثة من طرز لامعنى ولاحياة فيها .
كما هيأ لها عدة مميزات منها الحد من الزحف الرمال اليها وعلى اعتدال
مناخها , كما ان هذا الارتفاع الذى يبلغ عشرين مترا من الجهة الجنوبية
مراقبة القادمين اليها من مسافات بعيدة وحصنا للدفاع عن المدينة
من اى اعداء , كما ان الاراضى المحيطة بها عبارة عن تلال
وهضاب وكثبان رملية , كمايوجد حول القصر تل رسوبى من الطمى
المترسب من الاف السنين الذى يوفر المادة الطينية لصناعة قوالب البن
ويوجد فى الغرب والجنوب اراضى زراعية خصبة .
وقد بنى اهل القصر منازلهم على ارتفاع ما بين طابقين وثلاثة طوابق
بمادة بسيطة الذى يناسب طبيعة الطقس الحار جدا فى القصر
حيث ان قوالب البن لايسمح بحرارة الجو بالنفاذ لداخل المنزل
الابعد فترة طويلة حين يكون الليل قد قارب على الانتصاف والطقس
يميل الى البرودة فتقوم الحرارة المخزنة بتدفئة المنزل .
وقد سكن فى مدينة القصر اربعة اسر تعتبر فى منزلة القبائل وهى
القرشية والشهابية والدينارية والاشراف , وسكنت كل اسرة او قبيلة
قسما من المدينة , القرشية والاشراف سكنوا فى جنوب شرق ووسط
البلدة الجنوبى وهما منحدرين من قبيلة قريش العربية .
اما قبيلة الدينارية فقد سكنوا القسم الشمالى الغربى .
اما قبيلة الشهابية سكنوا فى وسط الكتلة السكانية .
اما قبيلة آل خلف الله قد سكنت فى الجانب الشمالى والشمالى الغربى .
وهنا تجد فى مدينة القصر نمطا مختلفا من الشوارع لاختلاف سكانها
حيث كل شارع ودرب وزقاق يعيش فيه اماعائلة واحدة او ابناء
حرفة واحدة فيعتبرون اهل واقارب , وعند كل درب اقيمت بوابة
عند بدايته ونهايته مما ادى ذلك الى كثرة الابواب فى المدينة .
ادى ظهور تعدد العائلات والترابط الاسرى مع كرم الضيافة الى ظهور
المقاعد وكانت اربعة مقاعد تخص العائلات الاربعة الرئيسية .
وتتكون هذه المقاعد من قاعة او قاعتين مستطيلتين تلتصق فى كل قاعة
بثلاثة مصاطب للجلوس وتستخدم فى المناسبات واجتماعات وفض المنازعات
واتمام الزيجات .
تعتبر المنازل ذات صبغة هندسية تحمل نظرة معمارية متكاملة وقيما انسانية
تفتقدها العمارة الحديثة .
تعتبر المضيفة من اهم وحدات المنزل فى القصر اذ تستقبل بها الضيوف
والغرباء ويخصص لها مدخل مستقل ودرج صاعد اذ كانت فى الطوابق العليا
وقد يوجد بالمنزل الواحد من اثنين الى ثلاثة مضيفة وكانت حسب كل
منزل سقف او بدون , اما حجرات المعيشة كانت منتشرة فى انحاء المنزل
وتسخدم استخداما موسميا اذ فى فصل الشتاء تستخدم حجرات معيشة
فى الطوابق السفلى ويحدث العكس فى الصيف كما يستعمل الطابق الارضى
نهارا والسطح ليلا .
يبلغ عدد المساجد فى القصر خمسة مساجد وتتركز فى القسم الجنوبى للمدينة
منه جامع الحمية القرشية , جامع نصر الدين , جامع وضاح , جامع خامس
مندثر يقع فى الجانب الشمالى الشرقى للمدينة .
وتشبه المأذن الى مأذن مدينة سمرقند وبخارى وخيوة بآسيا الوسطى .
تتعدد الحرف التقليدية فى مدينة القصر مثل صناعة السعفيات التى يصنعون
منها القفاف والمشنات واغطية الرأس وبعض الاوانى المنزلية
وحرفة صناعة الحصر من السمار الذى ينبت من قرب المدينة وتصنع منها
الفرش الذى يستخدم فى المساجد والمنازل
وحرفة الحدادة حيث يصنع منها مستلزمات الادوات الزراعية
وادوات تدخل فى بناء المنازل .
حرفة النجارة التى اختلفت عن السابق بسبب تغير متطلبات المنزل القصرى
حيث بدأ بعض شباب المدينة فى مطلع السبيعينات بناء المنازل بالطوب المحروق
والاسمنت والحديد واستخدموا فيها مكيفات الهواء بعد ان عادوا من
الكويت للعمل حتى سموا شارع باسم شارع الكويت وهو الفاصل
بين المدينة القديمة والمنازل الحديثة .
وتتعرض مدينة القصر لأخطار عدة مثل هجر اهلها لها بعد تسجيلها
فى عداد الاثار المصرية , وتهدم بعض المنازل الاثرية , واحتياج
المدينة الى الصيانة الدورية والمزيد من التعريف بها وحماية
تراث المدينة من زحف الابنية المعاصرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق